خطبة: المنحة في فضل العشر من ذي الحجة (سلسلة الواعظ عدد ذو الحجة 1437هـ)

2016-09-01

اللجنة العلمية

المنحة في فضل العشر من ذي الحجة

المنحة في فضل العشر من ذي الحجة

عظم شأن هذه العشر عند الله ورسوله والمؤمنين

برنامج العمل في العشر الأول

بعض أحكام وآداب الأضحية

أيها الغافل احذر

مقدمة: ها نحن على أبواب الشهر الأخير من هذا العام، وفي هذه الأيام، نستقبل آخر موسم من مواسم الخيرات، التي تضاعف فيها الحسنات، وتفتح فيها أبواب الرحمات، وتقال فيها العثرات. . يغفر الله فيها للمستغفرين، ويتوب على المؤمنين، ويجيب فيها السائلين.

عظم شأن هذه العشر عند الله ورسوله والمؤمنين

إنها عشر ذي الحجة. . . الأيام الفاضلة، التي عظّم الله شأنها ورفع مكانتها وأقسم بها في كتابه، فقال جل وعلا: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}.

قال ابن كثير -رحمه الله-: وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. وهو الصحيح. (1)

وقال تعالى: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ } [الحج: 28]

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، وَ الْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ أَيَّامُ العَشْر. (2)

وبيَّن فضلها وعظَّم شأنها وشأن الأعمال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ )). يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: ((وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ )). (3)

وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما من عمل أزكى عند الله عز و جل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى )). قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ((ولا الجهاد في سبيل الله عز و جل الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )). (4)

فهي أيامٌ فاضلةٌ، وأوقاتٌ مباركةٌ، فاقدروها حقَّ قدرها، وعظِّموا شعائر الله فيها؛ فإنَّ تعظيمها مِن تعظيمِ الله، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].

وكان سلفنا الصالح يعظمون هذه الأيام ويعرفون لها قدرها

قال أبو عثمان النَّهْدِيُّ -رحمه الله-: كَانُوا يُعَظِّمُونَ ثَلاثَ عَشَرَاتٍ: الْعَشْرَ الأُوَلَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرَ الأَخِيرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْعَشْرَ الأُوَلَ مِنَ الْمُحَرَّمِ. (5)

وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه. (6)

و كان يقول: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر تعجبه

مَن فاته الحجُّ في هذا العام فدونَه العملُ الصالحُ في هذه الأيام

قال الحافظُ ابنُ رجب -رحمه الله-: لمَّا كان اللهُ سبحانه قد وضعَ في نفوسِ المؤمنين حنينًا إلى مشاهدةِ بيته الحرامِ، وليس كلُّ أحدٍ قادرًا على مشاهدتِه في كلِّ عامٍ، فرَضَ على المستطيعِ الحجَّ مرةً واحدةً في عُمرِه، وجعلَ موسمَ العشرِ مشتركًا بين السائرينَ والقاعدينَ، فمَن عجزَ عن الحجِّ في عامٍ، قَدَرَ في العشرِ على عملٍ يعملُه في بيتِه يكونُ أفضلَ مِن الجهادِ الذي هو أفضلُ مِن الحجِّ.

ليالي العشر أوقات الإجابة فبادر رغبة تلحق ثوابه

ألا لا وقت للعمال فيه ثواب الخير أقرب للإصابة

من أوقات الليالي العشر حقا فشمر واطلبن فيها الإنابة(7)

قال شيخُ الإسلام -رحمه الله-: واستيعابُ عشر ذي الحجة بالعبادة ليلًا ونهارًا أفضلُ مِن جهادٍ لم يذهبْ فيه نفسُه ومالُه، والعبادةُ في غيره تعدِلُ الجهادَ للأخبارِ الصحيحةِ المشهورةِ. (8)

وقال الحافظُ ابنُ رجب -رحمه الله-: إنما يَفضُلُ العملُ فيها على الجهادِ إذا كان العملُ فيها مستغرقًا لأيامِ العشر فيفْضُلُ على جهادٍ في عددِ تلك الأيام مِنْ غيرِ العشر، وإنْ كان العملُ مستغرقًا لبعضِ أيامِ العشرِ فهو أفضلُ مِن جهادٍ في نظيرِ ذلك الزمانِ مِن غيرِ العشرِ. (9)

برنامج العمل في العشر الأول

في عشْرِ ذي الحجةِ أعمالٌ فاضلة، وطاعاتٌ متعددة، وهي غيرُ منحصرة، فما يُشرَع في سائرِ الأوقات يزدادُ تأكيدًا في تلْكُم الأيام، فإنَّ العملَ يَشرُفُ بشَرفَ الزمانِ والمكان، مع تقوى اللهِ والإحسان.

المحافظة على الفرائض

مِن أعظم ما تقرَّبَ به العبدُ إلى مولاه أداءُ الفرائض، وأعظمُها الصلاة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنَّ اللَّهَ قَالَ: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ )). (10)

وهذا فضْلٌ عظيمٌ، قال الحافظُ ابنُ عبد البر -رحمه الله-: الفضائلُ لا تُدرَك بنظرٍ، ولا مدخلَ فيها لقياس، ولو أُخِذت قياسًا لكان مَنْ نوى السَّيئة كمَن نوى الحسنة، ولكنَّ اللهَ مُنعِم. (11)

المحافظة على السنن الرواتب مع الفرائض

يُبنَ لكم بيتٌ في الجنة، فعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ )). (12)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنَّ اللَّهَ قَالَ: وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ )). (13)

التقرب إلى الله بكثرةِ السجود

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ )). (14)

وعن ثَوْبَان مَوْلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، أن رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: ((عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً)).(15)

- صيام التسع الأول من ذي الحجة

الصيام فضله عظيم، وأجره كبير، ويكفي فيه فضلا أن الله اصطفاه لنفسه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ )). (16)

- يستحب صيام التسع الأول من ذي الحجة، لما في ذلك الأجر العظيم. والصيام من جملة الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذه العشر.

قال ابن رجب -رحمه الله-: وقد دلَّ حديثُ ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيءٍ منها. (17)

قال النووي -رحمه الله-: فَلَيْسَ فِي صَوْمِ هَذِهِ التِّسْعَةِ كَرَاهَةٌ بَلْ هِيَ مستحبة استحبابا شديدا لاسيما التَّاسِعُ مِنْهَا وَهُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ. (18)

- صيام يوم عرفة

لحديث أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ((صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )). (19)

- الإكثار من الذكر والدعاء يوم عرفة

عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )). (20)

- الإكثار من التكبير

يُسنُّ إظهار التكبير في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، وغيرها، يجهر به الرجال، وتسرُّ به المرأة، إعلاناً بتعظيم الله تعالى.

لحديث ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنها-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ )). (21)

- كبِّر إذا دخلتَ بيتك حتى يسمعَك أهلُك وأولادُك فيكبِّروا بتكبيرك، وإذا دخلتَ السوق أو قابلتَ الرِّفاقَ فكبِّر؛ لتشهدَ لك البقاعُ، وتُذكرَ في الملأِ الأعلى، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عز وجل: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُ )). (22)

الإكثار من الصَّلاة والسَّلام على النبي -صلى الله عليه وسلم-

لاسيما في يوم الجمعة، فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ )).(23)

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنهما-، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ))إِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )). (24)

ومِن الأعمال الصالحة ما يتعدى نفعه؛ كإطعام الطعام، وعيادة المرضى، واتِّباعِ الجنائز، ونحو ذلك، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلَامٍ )). (25)

التقرب إلى الله بالأضحية

فإنها مِن أعظم الشعائر، قال تعالى: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } [الحج: 34].

السنة في حق من أراد ان يضحي

مَن أرادَ الأضحيةَ فليُمسِكَ عن الأخْذِ مِن شعْرِه وظُفْرِه وبَشَرَتِه، منذ دخولِ العشْرِ إلى أنْ يذبحَ أُضحيتَه، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ )). (26)

والشعور التي يُمنع أخذُها هي جميعُ شعور البدن؛ ما حرُمَ حلقُه كشعر اللحية، وما استُحبَ أخذُه كالشارب، وما أُبيح حلقُه كشعر الرأس.

أيها الغافل احذر

من لم يعرف شرفَ زمانه فسيأتي عليه وقتٌ يعرف ذلك، حين يقول: { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } [الفجر: 24]، { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [المؤمنون: 99، 100].

فاللهَ اللهَ في اغتنام وقتك، والحرص على مواسم الخير، فإنَّ الثواءَ قليلٌ، والرحيلَ قريبٌ، والطريقَ مخوُفٌ، والاغترارَ غالبٌ، والخطرَ عظيمٌ، والناقدَ بصيرٌ، والله تعالى بالمرصاد، وإليه الرجوع والمآب، { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى } [النجم: 39 - 41]، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة: 7، 8]. .

---

(1) تفسير ابن كثير (8/ 381)

(2) تفسير ابن كثير (1/ 560)

(3) رواه البخاري (969) وأبو داود (2438) واللفظ له

(4) رواه الدارمي (1774) وحسنه الألباني في إرواء الغليل (3/ 398)

(5) التبصرة لابن الجوزي (2/ 124)

(6) رواه الدارمي (1774) وحسنه الألباني في إرواء الغليل (3/ 398)

(7) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 272)

(8) الفتاوى الكبرى (5/ 342)

(9) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 265)

(10) رواه البخاري (6502)

(11) التمهيد (19/ 26)

(12) رواه مسلم (728)

(13) رواه البخاري (6502)

(15) رواه مسلم (482)

(16) رواه مسلم (488)

(17) رواه مسلم (1151)

(18) لطائف المعارف لابن رجب (ص: 262)

(19) شرح النووي على مسلم (8/ 71)

(20) رواه مسلم (1162) وصومه إنما شرع لغير الحاج.

(21) رواه الترمذي (3585) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 621)

(22) تقدم تخريجه

(23) رواه البخاري (2675) ومسلم (7405) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

(24) رواه أبو داود (1531) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4/ 214)

(25) رواه مسلم (384)

(26) رواه الترمذي (2485) وابن ماجه (3251) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2/ 1298)

(27) رواه مسلم (1977)

عدد المشاهدات 4448