قطوف من بستان الواعظين: صناعة الخطبة(سلسلة الواعظ عدد المحرم 1437هـ)

2015-10-25

اللجنة العلمية

صناعة الخطبة

صناعة الخطبة

إنّ من رحمة الله تعالى بهذه الأمة - التي شاء أن تكون خير أمّة أخرجت للنّاس- أن شرع لها ما يحفظ دينها في واقعها، ويثبت عقيدتها في أفرادها، ويجدد رسالتها في أجيالها، وينشر العلم بأحكامها، ويبث الوعي بقضاياها.

وإنّ من جملة تلك التشريعات تشريع خطبة وصلاة الجمعة التي تعد بمثابة صمام الأمان للحفاظ على التذكير والتواصل مع المجتمع المسلم بجميع أفراده، سواء في مجال إحياء إيمانه، أو حسن صلته بربه، أو تنظيم علاقته بالحياة والأحياء من حوله، وللجمعة في الإسلام مكانة كبيرة فهي من فروض الأعيان، وهي إحدى شعائر الإسلام العظام. (1)

ونعرض في هذه السطور لفن صناعة الخطبة في إشارات خفيفة علها أن تكون عونا لإخواننا الدعاة والخطباء.

المعنى الاصطلاحي للخطبة: هي ما يُلقى من الكلام المتوالي الواعظ باللغة العربية قبيل صلاة الجمعة بعد دخول وقتها بنية جهرًا قيامًا مع القدرة على عدد يتحقق بهم المقصود. (2)

خطوات التحضير والصياغة للخطبة:

1- تحري الإخلاص لله ـ تعالى ـ في كتابته، واستحضار النية الخالصة، ومجاهدة النفس في ذلك؛ فلا تعجبه نفسه أثناء الكتابة، أو يتذكر مدح المصلين له، وماذا سيقولون عن خطبته؛ فإنه إن أخلص لله ـ تعالى ـ بارك الله في كتابته وجهده، ونفع به الأمة.

2 - الاستعداد النفسي والبدني، وتفريغ الذهن، وتوحيد الهَمِّ، والتركيز فيما سيلقيه على عباد الله.

3- أن يعيش مع الخطبة بقلبه، ويضع نفسه محل السامع؛ أي كأنه المخاطَب بهذه الخطبة؛ لأن ذلك سيجعله يختار العبارات التي يرضاها ويحبها وتقنعه؛ فمثلاً لو كان يوجه نصيحة لواقعٍ في معصية معينة؛ فليضع نفسه مكان صاحب هذه المعصية، وكأنه المخاطَب بهذا الخطاب؛ فذلك أدعى للتأثر، وأجود في انتقاء الألفاظ المناسبة.

4- طريقة بناء الخطبة:

تبنى الخطبة من ثلاثة أجزاء: المقدمة، الموضوع، الخاتمة.

وهذه الأجزاء الثلاثة متداخلة، متناسقة، يبلغ بها حد الجودة مقدرة الخطيب، وغزارة علمه، والانتظام في هذه الأجزاء، يجعل الخطبة واضحة المقاصد، وتضمن للمتحدث حسن الإصغاء من سامعيه.

الجزء الأول: المقدمة

هي أول ما يلقيه الخطيب على جمهوره، فإذا فاجأهم بحسن المقدمة، استطاع متابعة جمال خطبته معهم؛ فعلى الخطيب أن يعتني بمقدمته، بأن يأتي بالعبارة السهلة، التي توحي لسامعه بمقصود الخطبة، مما يشد الانتباه ويهيئ النفوس، وقد يكون بآيات قرآنية زاجرة، أو مرغبة.

الجزء الثاني: الموضوع والعرض

إن استغنى الخطيب أحيانا عن المقدمة، أو عن الخاتمة، فلا يستطيع أن يستغني عن عرض الموضوع؛ لأنه هو الخطبة ذاتها أيا كان نوعها، وهو مقصود الخطبة الأعظم، ويجوز ذكر موضوع الخطبة بداية، ولكن الأولى التدرج في تناول الموضوع، تناولا غير مباشر، متسلسلا، إلى أن يصل إلى مبتغاه.

ضوابط مهمة في اختيار الموضوع:

- قبل أن تبدأ في اختيار الموضوع ادعُ الله أن يوفقك وأن يختار لك ما فيه الخير.

- أن يكون موضوعك مناسباً للتحدث فيه وأن يكون مما يحتاجه الناس، وأن يكون مناسباً لنوعية الحضور، وواقع الناس.

- مما يعين الخطيب على حسن اختيار الموضوع توافر الصفات الأساسية من الفقه في الدين والعمل به، والثقة بالنفس والاستشارة لأهل العلم والخبرة. ولا يعني اختيار الموضوع ألا يتجاوز الخطيب موضوع الخطبة إلى غيره، ولا سيما عند وجود ما يستدعي ذلك من الحوادث العارضة.

- اختيار العنوان الجذاب للموضوع الذي تختاره تحدد من خلاله الفكرة الرئيسة للموضوع دون إبراز الفرعيات. حيث لا يزيد عدد كلمات العنوان عن ( ثلاث كلمات).

صياغة الموضوع وعرضه

يتم ذلك من خلال:

- وضع العناصر الأساسية والفرعية.

- تحديد مصادر الخطبة وتوثيق المعلومات ونسبة الأقوال إلى أصحابها.

- جمع الآيات في هذا الموضوع، ومراجعة تفسيرها من التفاسير المعتمَدة عند أهل السنة.

- جمع الأحاديث في الموضوع، وتخريجها تخريجًا مُخْتَصَرًا، ومعرفة الصحيح منَ الضعيف؛ المقبول منها والمردود، فلا يلقي على المسلمين إلا الأحاديث المقبولة، ويتجنَّب المردود إلا لبيان ضعفه.

- جمع الآثار السلفية، والعبارات الذهبية، والانتقاء من أطايب كلامهم.

- جمع الأمثلة والمواقف العملية والنماذج الحية التي تترجم الموضوع ترجمة حية؛ ليرتبط العلم بالعمل؛ فَهُما - العلم والعمل - وجهان لعملة واحدة، ولا ينفصلان في دين الله - تبارك وتعالى.

- مراجعة معجم اللغة العربية؛ كـ"لسان العرب"، و"القاموس المحيط"، و"مختار الصحاح" و"المعجم الوسيط". . .

- إذا أشكلت عليك بعض الكلمات أو الجمل من جهة إعرابها، أو صرفها، أو دلالتها على المعنى الذي تريده، أو كونها غير فصيحة فلك خياران:

الأول: الرجوع إلى المعاجم اللغوية للتأكد من صحة الكلمة، ومناسبتها للمعنى الذي أراده، أو سؤال من يعلم ذلك من أهل اللغة والنحو.

الثاني: استبدال الكلمة أو الجملة التي يشك فيها بكلمة، أو جملة أخرى يعلم صحتها، واللغة العربية غنية بالمترادفات من الكلمات والجمل.

ولعل الأولى الطريقة الأولى؛ لكي ينمِّي الخطيب مهاراته اللغوية، وتزداد حصيلته من الكلمات والجمل.

- إذا كتبت الخطبة فاعتنِ بعلامات الترقيم، وبداية الجمل ونهايتها؛ حتى يعينك ذلك على قراءة الخطبة بشكل صحيح، وعدم التعتعة والإعادة، وكثرة التوقف والتلكؤ.

- إن كان الخطيب يتحدث عن مشكلة ما، فلا بد أن يبينَ مظاهرها في الواقع، وأن يذكر أسبابها، وأن يعرضَ الحل المناسب، ويُفَصِّل فيه بطريقة عملية مناسبة؛ فهو المقصود.

- حدد الفترة المناسبة للخطبة، ووزع عناصر الموضوع على الزمن المحدد ولا تعده.

- إنْ أحسّ الخطيب أن القلم لا يجاريه في الكتابة، وأن أفكاره مشتتة، وذهنه مشوَّش فليتوقف عن الكتابة حتى يزيل ما يشغله أو ينساه، ثم يعود إليها مرة أخرى.

- احفظ خطبتك إن استطعت، وإن لم تستطع فاحفظ العناصر والأدلة وأوجه الدلالة.

- تدرب على الخطبة؛ فألقها على بعض المتخصصين أو بعض أصدقائك أو أهل بيتك.

- اجمع الملاحظات وصوب الأخطاء التي وقعت فيها.

الجزء الثالث: الخاتمة

ويحسن أن تتصف الخاتمة بما يلي:

• ألا تكون بعيدة عن موضوع الخطبة؛ لأنها امتداد له.

• إيجاز أهم ما ورد في الخطبة.

• أن يذكر فيها المطلوب من السامعين حيال الموضوع الذي طرحه.

مواصفات الخطبة الناجحة وعوامل تأثيرها

1- أن تكون نِتَاج إعداد متقن من حيث المضمون والشكل.

2- وحدة الموضوع وترابطه، وتسلسل الأفكار

3- التدرج في العرض من الأهم فالمهم، ومن العام إلى الخاص. . .

4- معالجة قضايا الواقع وما يشغل هموم الناس

5- اعتدال الخطبة فلا تكون طويلة مملة ولا قصيرة مخلة

6- أن يضبط الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية ضبطا دقيقا حتى لا يقع الغلط والتصحيف.

7- أن يتجنب السجع المتكلف، فإنه إذا كثر وكان عن تكلف كان ثقيلا على الأسماع مانعا من حسن الاستماع.

8- أن يختار الأسلوب السهل الواضح ما أمكن مع القوة والجزالة، وذلك لأن أكثر مستمعيه هم من العامة، أو من متوسطي الثقافة غالبا، لذلك قالوا: رأس الخطابة الطبع، وعمودها الدربة، وجناحاها رواية الكلام، وحليها الإعراب، وبهاؤها تخير اللفظ.

9- الاهتمام باللغة، ومن الأمور التي تجعل لغة الخطبة أكثر جلاء، وأشد قبولا لدى المستمعين:

أ ) تجنب الألفاظ العامية الساقطة، والكلمات المرذوله، فإن مقام المنبر ينبغي أن ينزه عن كلام السوقة، والأسواق.

ب) إعادة الكلام إذا رأى الحاجة لذلك، كأن يكون معظم الحضور من العامة، أو بعض الأفكار تحتاج إلى إعادة لعدم وضوحها، أو لأهميتها.

جـ)استخدام الجمل القصيرة التي يقل فيها استخدام الروابط؛ لئلا يلقى المستمعون عنتًا في متابعة الأفكار.

10- ضبط نبرة الصوت والحركة

فمما يساعد على قوة لغة الخطيب، ووضوح موضوعه، وجلاء عرضه لفكرته نبرة صوته وحركة يده، فعلى الخطيب أن يراعي لذلك الأمور التالية بالنسبة للصوت:

أ - وضوح الصوت، وعلوه في اعتدال. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش، يقول: صبحكم ومساكم، ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين. . . ). (3)

فعلى الخطيب مراعاة الاعتدال في علو صوته، ومراعاة حاجة المكان والجمع مع عدم الإسراع في إلقائه.

ب - تغيير نبرة الصوت من وقت لآخر فإن في هذا تنشيطا لنفسه ولسامعيه، وإعطاء للجمل حقها من الاهتمام.

جـ - أن يتهيأ قبل الخطبة فيبعد عما يؤثر على صوته، فلا يأكل طعاما أو يشرب شرابا يذهب بقوة صوته، أو يجعله يحشرج إذا تكلم.

د - الإقلال من التنحنح في أثناء الخطبة، أو بلع الريق، أو انقطاع النفس، فإنها تشغل المتكلم والسامع معا.

هـ - حسن الوقوف في موطن الوقوف والبدء في موقع البدء.

و - تجنب عيوب اللسان ما استطاع كالفأفأة، واللثغة، والصفير، والتعتعة، ونحو ذلك، فإذا لمس من نفسه شيئا من ذلك فليتجنب الألفاظ، والكلمات التي توقعه فيه.

ز - ثبات الصوت بحيث لا يبدو للأسماع مرتجا متلجلجا شأن الخائف أو القلق والمضطرب، أو يبدو عليه الارتباك والخجل.

11- أما بالنسبة لحركة الخطيب على المنبر، فيراعى فيها الأمور التالية:

أ) أن يكون وقوف الخطيب ثابتا، يظهر عليه سيما المهابة، والوقار، والشعور بالثقة.

ب) ألا يكثر من الالتفات أو حركة اليد، أو الرأس، أو الجسم.

جـ) تناسب حركة اليد، والإشارة مع الألفاظ والكلمات.

أغراض خطبة الجمعة

ذكر العلماء بعض الأغراض لخطبة الجمعة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1- الوصية بتقوى الله تعالى والأمر بطاعته والزجر عن معصيته.

2- ترسيخ أصول الإيمان وتقويته في القلوب وتثبيت العقيدة الصحيحة.

3- الدعوة إلى الصلاح والإصلاح والتمسك بأمور الشريعة وإقامة الحق، والعدل والحث على مراعاة وحدة هذه الأمة والتحذير مما يضعفها.

4- توضيح العبادات والأحكام وتفصيل الحلال والحرام، وتفقيه المسلمين وتعليمهم حقائق دينهم.

5- التذكير عند المناسبات الشرعية مثل رمضان والحج ونحوهما.

6- تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ورد الشبهات التي يثيرها أعداؤه للصد عنه، وذلك بأسلوب بليغ وبرهان ساطع حكيم بعيدا عن المهاترات والسباب والتشهير.

7- الحث على لزوم السنة والتأسي بأهلها والتحذير من البدعة والزجر عنها. .

صفة الخطبة:

١- السلام على الناس قبل الخطبة.

٢- الحمد لله والثناء عليه، والشهادتين.

٣- الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

٤- الوصية بتقوى الله تعالى وتذكير الناس بما أراد بيانه لهم في الخطبة.

٥- قراءة آيات من القرآن الكريم في الخطبة.

٦- الدعاء للمسلمين والمسلمات عامة ولولاة أمرهم خاصة كما هو منهج السلف الصالح، مع مراعاة الإجمال في الدعاء وعدم التخصيص بذكر الأسماء، لا سيما ما يسبب الإثارة والفتنة.

كيف كانت خطب النبي صلى الله عليه وسلم؟

يقول ابن القيم رحمه الله: " كانت خطبته صلى الله عليه وسلم، إنما هي تقرير لأصول الإيمان من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه، وذكر الجنة والنار، وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته، وما أعد لأعدائه وأهل معصيته، فيملأ القلوب من خطبته إيمانا وتوحيدا، ومعرفة بالله وأيامه، لا كخطب غيره التي إنما تفيد أمورا مشتركة بين الخلائق، وهي النوح على الحياة، والتخويف بالموت، فإن هذا أمر لا يحصل في القلب إيمانا بالله، ولا توحيدا له، ولا معرفة خاصة به، ولا تذكيرا بأيامه، ولا بعثا للنفوس على محبته والشوق إلى لقائه، فيخرج السامعون ولم يستفيدوا فائدة غير أنهم يموتون، وتقسم أموالهم، ويبلي التراب أجسامهم، فيا ليت شعري أي إيمان حصل بهذا؟! وأي توحيد ومعرفة وعلم نافع حصل به؟.

ومن تأمل خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- وخطب أصحابه، وجدها كفيلة ببيان الهدى والتوحيد، وذكر صفات الرب جل جلاله، وأصول الإيمان الكلية، والدعوة إلى الله، وذكر آلائه تعالى التي تحببه إلى خلقه، وأيامه التي تخوفهم من بأسه، والأمر بذكره وشكره الذي يحببهم إليه، فيذكرون من عظمة الله وصفاته وأسمائه ما يحببه إلى خلقه، ويأمرون من طاعته وشكره، وذكره ما يحببهم إليه، فينصرف السامعون وقد أحبوه وأحبهم"(4)

أخطاء يقع فيها بعض الخطباء

هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الخطباء تخل بمقاصد الخطبة يجب على الخطيب تجنبها

١- الإطالة المملة والاستطراد في الخطبة وجمع أكثر من موضوع في الخطبة الواحدة فالتطويل ذريعة للملل المانع من التفاعل والاستيعاب والفهم.

٢- التقريع وفظاظة القول والاتهام الموجه للسامعين أو لأشخاص بأعيانهم.

٣- اللحن في الكلام واستعمال اللهجة العامية أو تكلف السجع.

٤- التشدق في القول والتقعر في الكلام.

٥- الخوض في أمور لا يستفيد منها العامة، وليس من المصلحة الحديث عنها.

٦- العجلة في الإلقاء، فإن النطق السريع المتعجل يفقد المتابعة فيختلط الكلام بعضه ببعض وتلتبس العبارات ببعضها.

٧- الخوض فيما لا يعلم، فإن هذا موقع في الارتباك فتضيع الهيبة والوقار وينفر منه الناس.

٨- مخاطبة الناس بما لا يعرفون والخوض في الفروع والخلافات المذهبية والاتجاهات الفكرية ودقائق العلوم والمعارف وتفاصيلها.

9- أن يبني الخطيب خطبته على نص (حديث، أثر، قصة، سبب نزول. . ) ضعيف أو لم يتحقق من ثبوته. (5)

والحمد لله رب العالمين

----

(1)أهمية الخطبة ودورها في المجتمع المسلم

(2)انظر: خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية، د. عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله الحجيلان

(3) رواه مسلم (الجمعة 867).

(4) زاد المعاد (1/ 409)

(5) مراجع الموضوع: منهج في إعداد خطبة الجمعة، للدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة، خطباؤنا هل يحسنون اختيار موضوعاتهم؟ د. عبد الله بن إبراهيم اللحيدان، خطبة الجمعة دراسة دعوية؛ سليمان بن عبدالله بن منصور الحبس، فن تحضير المواضيع، كيف تُعَدُّ خطبة الجمعة؟! إبراهيم بن محمد الحقيل، مجلة البيان، خطب الجمعة ومسؤوليات الخطباء، طريقة مختصرة في تحضير الخطبة، أ. رضا جمال، عناصر الخطبة، وطريقة بنائها، أحمد عبد السلام

عدد المشاهدات 4544